الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد الزراعة في الحدائق والأسطح والشرفات: اساتذة ومختصون يدعون الى دعم الفلاحة العمرانية لتحقيق الاكتفاء الغذائي الذاتي

نشر في  18 ديسمبر 2017  (11:02)

من أكبر التحديات التي تواجه تونس والعالم خلال العقود القادمة مسألة الأمن الغذائي، خصوصا مع الإنفجار الديمغرافي الذي تشهده بعض البلدان النامية فضلا عن نقص المساحات الفلاحية وتزايد الزحف العمراني.

ولأن مشاكل العصر لا تحل من دون الشباب، نظمت المؤسسة الفتية بالمعهد العالي للعلوم الفلاحية بتونس صباح السبت 16 ديسمبر 2017 ندوة بعنوان "from the rooftops" للتطرق لموضوع "الفلاحة العمرانية " وللتعريف بها وبتجارب البلدان الرائدة في هذا المجال على غرار اليابان وكندا وعدة دول من الإتحاد الأوروبي بالاضافة الى مصر وقطاع غزة.

قد يبدو للقارئ أنّ الفلاحة والعمران شبيهان بمستقيمين متوازين لا يتقاطعان أبدا، لكن ما لا يدركه العديد أنّ ربع الإنتاج النباتي في العالم مصدره مناطق العمران والبنايات الشاهقة من خلال إستغلال الأسطح والحدائق وحتى شرف المنازل للزراعة، خاصة أن هذا النوع من الزراعة يساهم في تحقيق الإكتفاء الذاتي للمواطن من خلال تلبية حاجياته اليومية من الخضر بأقل تكلفة و بطريقة طبيعية دون بذل مجهود كبير أو الخوف من صحية المنتوجات المعروضة في الأسواق.

وقد شهدت الندوة حضور مجموعة من المبادرين الشبان والأستاذة والباحثين في القطاع الفلاحي على غرار الأستاذ ناصر حمزة والباحث عبد الحميد العمامي والأستاذ والباحث ومدير المعهد العالي للعلوم الفلاحية فيصل بن جدي الذين تطرقوا لمختلف جوانب الموضوع حيث عرّفوا بالموضوع وأهميته الإقتصادية والإجتماعية وحتى الجمالية ودعوا إلي تشجيع هذا النوع من الزراعة و ضرورة المضي فيه.

 وشهدت الندوة تدخلا للسفير التركي الذي ألقى كلمة أعرب فيها عن تشجيعه وإعجابه بالموضوع خصوصا أنّ منظميها شبان قد يكونون أنموذجا للعالم حسب تعبيره. كما تخللت هذه الندوة إستراحة إستغلها المنظمون من طلاب المعهد للتعريف ببعض النماذج التي قاموا بتصميمها قصد تسويقها، والتي تعددت أشكالها وتقنياتها حتى تتطابق مع أغلب الزراعات والمساحات العمرانية على غرار حوض يحوي بعض الأسماك وتعلوه طبقة مثقوبة من الفلين تثبت بها النباتات ويرتكز دور الأسماك فيها على أكل الجذور الميتة، ونموذجا هرميا مصنوعا من أنابيب تحوي عديد الثقوب يدور وسطها الماء ويستعمل كله أثناء الزراعة، وهو ما قد يساهم في تقليل الكميات المهدورة أثناء السقي.

 

فراس اللطيف